بعدما فرغ رئيس مصر(حازم صلاح ابو اسماعيل) من القاءه اليمين الدستورية امام مجلس الشعب ’انطلقت اكف النواب بالتصفيق الحاد’وعلت وجوههم ابتسامات واسعة’وارتسمت فوقها علامات الارتياح والرضا’ثم لوح لهم بكلتا يديه والسرور يملأ قسمات وجهه البشوش,, استمر التصفيق خمس دقائق كاملة...مما سبب له احراجا فاحمرت وجنتاه ...فاشار اليهم ان يتفضلوا بالجلوس...فجلسوا, ثم بدأ فى القاء خطابه الرئاسى الاول.....
كانت مشاهد من ذاكرته تقتحم عليه ابواب ذهنه وهو يلقى الخطاب...هاهنا كان يلقى رؤساء مصر السابقون خطبهم..هاهنا انطلقت حناجرهم بوعود لم تنفذ....وتعالت اصواتهم بامال لم تتحقق...والان هو يقف مكانهم جميعا حاملا امال شعب طالما تاق الى العيش الكريم..والحريه والعدل...
انهى خطابه ...فانطلقت الايادى تصفق مرة اخرى...لم يكن التصفيق هذة المرة من اعضاء المجلس فحسب...بل صدر من مقاهى ومنازل فى كل انحاء مصر...حتى انك لتشعر ان مصر كلها اصبحت ستادا رياضيا ...يصفق ويهلل كل من فيه
*********
توجه (حازم) الى المكتب الرئاسى بقصر عابدين ....حينما بادره سكرتير رئاسة الجمهوريه.بقوله:-
-سيادة الرئيس...هناك وفد من المخابرات العامة فى انتظار سيادتك,,لتقديم التهانى والتبريكات
ارتسمت على وجهه علامات الدهشة والحيرة...فهذة المقابلة لم تكن مدرجة فى جدول اعمال هذا اليوم...الا انه لم يستسلم لدهشته طويلا وامر سكرتيره باخبارهم انه سيلاقيهم على الا تتخطى المقابلة ربع الساعة
*******
دلف الرئيس الى مكتبه ...فوجد خمسة من رجال المخابرات بانتظاره...صافحهم جميعا...ثم تساءل عن سبب زيارتهم المفاجئة...برروا انهم جاءوا للتهنئة...ولاطلاعه على بعض المواضيع المخابراتية التى لاتستدعى التأخير...
وبعد برهة من الوقت..رن هاتف احدهم...فأومأ الرجل الى زملائه باشارة لم يفهمها (حازم)...ولم يستغرق احدهم طويلا حتى احاط بدن (حازم) بكلتا يديه ...فكاد ان يصرخ طالبا النجدة....الا ان احدهم عاجلة بلكمة قوية افقدته الوعى
بينما مسك احدهم بهاتفه..وعبر الاثير قال:-
-كله تمام ...خلى سيادة اللواء يحضر حالا
*********
مر عامان....والامال التى عقدها الشعب على ابو اسماعيل لم تتحقق...وقتلة الشهداء لم يحاسبوا...بل وتوالت احكام البراءة على كثير من رموز النظام السابق...
كان (حازم) يبرر للناس انه ورث تركة ثقيلة...مليئة بالفساد الضارب فى جذورها منذ ستين عاما او يزيد....وعلى الناس ان تعطيه الفرصة لكى يطهر كل المؤسسات ...ويقضى على اسباب الفساد....
*************
المقربون من حازم تعجبوا لما صار عليه...وتساءلوا:- اين (حازم) الحالم المغامر...لماذا تبدو افكاره تقليدية الان..وهو الذى عودهم على الابتكار....اين روحه المرحة ,واحلامه اللامتناهية بأن تصبح مصر قوة عظمى تتباهى بقوتها ومكانتها
لماذا انفصل عن زوجته...لماذا تقوقع على نفسه...لماذا يستاثر اشخاص قليلون بمقابلته دون الاخرين؟؟
سيطرت على افكارهم كل علامات الاستفهام...والقت بهم علامات التعجب فى بحور من الدهشة والريبة.
**************
امر (حازم) سائقه بالتوجه الى المركز الطبى العالمى....فسأله السائق:-
_انت رايح تقابل المخلوع ياريس؟؟..ممكن اطلب من سعادتك طلب؟ممكن تقوله لو كانت دامت لك مكنتش وصلت لغيرك؟
ارتسمت على وجه حازم ابتسامة خفيفه ورد قائلا
:- ماشى ياعم (مصطفى)...هقوله كده..
*************
دخل (حازم) الى جناح (مبارك)....وحينما تقابلت عيناهما,,,قال مبارك
:- انت جيت...حمد الله ع السلامه
-الله يسلمك
-ايه الاخبار؟؟
-كله تمام وماشى زى الفل
-عرفت بقا ان افكارى متخرش المية
-يا ريس مفيش دماغ زى دماغ سعادتك
-طب اقلع بقا القناع ده...عشان مبحبش اشوف المنظر ده
ساعتها نزع (حازم) القناع...ليبدو من وراءه وجه (عمر سليمان)...الذى انتحل شخصيته طوال عامين كاملين...فى اقوى عملية مخابراتية فى تاريخ مصر الحديث
محمد عبد العزيز
30-3-