تحملُ
ذراتُها سرَّ حياتكْ، ويحتوى ترابُها على شفرتِكْ..تطأُ وجهَها بقدميكَ
كلَّ يومٍ ، وهى مستكينةٌ طوعُ يديكَ لاتتذمرْ. ولو امتلكتَ رفاهيةَ
الخيارِ مابين الموتِ فى أحضانِ السحبِ بالهواءِ، أو الفناء بين أذرع
أمواجٍ عاتيةٍ بالمحيط، أو قضاءِ نحبكَ على الأرض ، لن تتردد كثيراً وحتماً
ستختار الموتَ بين ثراها..ستختارُ الأرض.
رغم أنّ الموتَ واحدٌ فى السماء أو فى الماء أو على الارض...لكنك حتماً ستختارها...الارض.
أنت تعشقُها حتى ولو تظاهرتَ بغير ذلك،دعك من قانون الجاذبية الذى يكبّلكَ
بقيودها ويشدُك لأديمها مهما تساميتَ أو علوتَ..فعشقك لها أزلىٌ منذ أبيك
آدم...الذى سمى بإسمه آدم المشتق من (أديمها)...تعشقها وهى ترابٌ أو رملٌ
أو أسفلت أو رخام...تدافع عنها وترفع شعار ( الأرضُ كالعَرض)...توظفُ
جيوشكَ للزودِ عنها...وتثورُ ثائرتُكَ لو انتقصَ منها ذرة ترابٍ واحدة.
تحاولُ أن تهرب منها الى الفضاء، لكن جسدَكَ لايهنأُ إلا بفراشه المستقرِ
بين أحضانها،تستجلبُ قوتها وبترولها ومعادنها لتقيمَ حياتك،ما أشبهها بالأم
...الا ان الام يتوقف عطاءها عند وقت معين،لكن الأرض دوماً تعطيكَ....دون
مقابلْ.
ألم أقل لك ..أن عشقك لها....عشقٌ أزلى.
___________________
محمد عبد العزيز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق