لم يفهموه ولن يفهموه

لم يفهم الإخوان هذا العشق اللامتناهى الذى يحمله الشعب المصرى لجيشه،لان الاخوان
يعتبرون أن الجيش المصرى لابد أن يكون فرعا من فروع جيش اسلامى اممى كبير،ربما تكون قيادته فى تركيا او فى دمشق،بينما يعتز المواطن البسيط بذلك الجيش الذى قهر اسرائيل،يعتبرونه ملكا لهم ، يتذكرون بطولاته ، ويفخرون بها ،تقشعر جلودهم عند سماعهم السادات وهو يتكلم بمنتهى الكبرياء:- وعبرنا القناة وحطمنا خط برليف فى سسسسيت ساعات
يشتاقون لعبد الناصر يهدد اسرائيل بمنتهى الحزم(لاحظ ان الاخوان يكرهون ناصر اصلا)..يرتبطون عاطفيا بافلام تستطيع ان تصفها بافلام ساذجة على غرار(الرصاصة لسه فى جيبى)، و(الطريق الى ايلات)، ولكنها كونت وعيا مجتمعيا، باهمية الجيش.
تنزل دموعهم حينما يستمعون لحليم يغنى:- خلى السلاح صاحى،ويشعرون بالفخر عندما يستمعون الى ام كلثوم وهى تصدح:- انا الشعب لا اعرف المستحيل.
ربما يصفهم البعض باشتياقهم للبيادة، لكن هذا الوصف هذه المرة غير دقيق، لان المصريين هذه المرة تحديدا نزلوا الى الشارع،خائفين على هوية بلادهم،على جيشهم ، على ارادة وطنهم.
هم يعرفون ان اخطاءا ارتكبها الجيش بعد الثورة، هم يعلمون ان مظاهراتهم لن تجلب لهم العيش والمسكن والحياة التى يتمنونها، لكنهم انتفضوا لانهم يحبون هويتهم المصرية، التى حاول البعض ان يختطفها.
____________________
محمد عبد العزيز