الخميس، 14 نوفمبر 2013

البروكا

عندما يلهج لسانك بإسم من تحب، يصير الإسم جزءاً من كيانك،حتى أن لسانك يظل منتظراً ذلك الأمر التقليدى الذى لايستغرق جزءاً من الثانية،والذى يعبر منطقة "بروكا" التى تتوسط مخك،إلى كتلة من الألياف العصبية حتى يصل لسانك، الذى مايلبث أن يبادر بنطق اسم المحبوب ،وكأنه يرتوى من قطرات حروفه.

 نبرة صوتك ذاتها تتحول ، وكأنها امرأة عادية ارتدت اغلى فساتين السواريه،فصارت كتلة من الاثارة ،حتى أن أحبالك الصوتية،تصير مثل راقصات الباليه ، مع أنها تصبح كملاكمى الوزن الثقيل اذا مانطقت أسامى أخرى غير من تحب.
ثم اذا مافترقتما بلا رجعة،بسبب نوائب الزمن،أو بسبب حماقة من أى منكما،تشعر وكأن ذاك الإسم جزءٌ عزيزٌ من روحك قد ودعك للابد، على الرغم أنه قد يكون مجرد بضعة أحرف شكلت مسبحة الاسم الوردية.

وإذا ماقابلت بعد الفراق آخراً يحمل نفس الإسم،فان شجونا كان قد خبا لهيبها،تُستثار مرة أخرى، لتنهش فى قلبك الذى كان قد هدأت أحزانه لبرهة،حتى أن لسانك الذى طالما تحمس لنطق نفس الاسم سابقاً، يصبح وكأنه طفل يتهجأ أولى حروفه،وكأن الحروف قافلة ضلت طريقها فى صجراء مقفرة،وتبعثر أفرادها هائمين.
للدرجة التى تشعر أن لا أحد يستحق أن تنطق بإسمه سوى حبيبك،حتى حين تنطقه يصبح جافاً خالياً من الحيوية والنضارة التى كان يتألق بها فوق شفتيك عند مناجاتك المحبوب.

ذلك الاسم جزء من حياة،احرص عليه كما تحرص على حياتك.
_________________
محمد عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق