كان الجميع فى انتظار خطاب الرئيس .. كانوا كمن ينتظر الغيث بعد طول الجدب،
فقد كانت البلاد تعج فى مستنقع من الفوضى اللامتناهية، وربما يقدم هذا
الخطاب حلولا شافية لمعضلات بدا وكأن لاحل لها ولا مخرج منها.
تلقى الرئيس اشارة البدء من المخرج، وبدأ ديباجته المألوفة، ومارس هوايته فى الاسترسال، وتصيُد مواطن البلاغة .. ثم توقف عن الإلقاء فجأة، وأحس بالتلعثم، وبدأ يمسح قطيرات من العرق اندفقت نحو جبينه على الرغم من الجو البارد ...
علت الدهشة وجه المخرج والمصورين، وأشار اليه ان: أكمل .. لكن الرئيس أحس بشئ يقيد لسانه عن النطق، حتى أنه شعر بلسانه ينقلب داخل حلقه 180 درجة كاملة، وبدأت تخرج منه كلمات غير مفهومة على الاطلاق .. فصار الخطاب على النحو الاتى:
أنا سيئر لك نييرصملا ...نلو نواهتا يف برضلا يلع دى هيجطلبلا ... وسار الخطاب على هذا النحو غير المفهوم .. حتى أمر المخرج بإنهاء التصوير فوراً.
استقبل الشعب خطاب الرئيس بمزيج من الدهشة والحيرة، وتبارى الجميع فى محاولة استنتاج ماكان يقصده الرئيس، أصبح الكل يفتى من وجهة نظره، قال صبرى الحلاق: ياجدعان هو كان بيتكلم انجليزى، عشان الناس قعدوا يتريقوا عليه لما قال البوقين بتوع الجاز والكحول ف المانيا .. فقرر انه يثبت لهم أنه (برابانط) فى الانجليزى.
هز (مسعد الميكانيكى) كتفيه نفيا وقال: لا مش موافقك ياعم .. هو استخدم اللغة بتاعة الـ (ريبراريين)...اللى هما بس يفهموها .. بيهددهم يعنى بالمتغطى.
لم يتفق معهما سيد الحنك الدوبلير الذى عزا سر الخطاب إلى عيوب فى المونتاج والاخراج، وأكد أنهم سيقومون باصلاح الشريط واعادة اذاعته فى وقت قريب.
على الجانب الآخر .. عكفت أجهزة الCIA على تحليل محتوى الخطاب، ورفعت تقريراً الى الرئيس الامريكى، تفيده أن الرئيس المصرى يستخدم شفرة متقدمة جداً، وهم فى طريقهم لفك الشفرة.
بينما اعتبر زعيم المعارضة أن الرئيس يستخف بالشعب المصرى، ويتحدث اليهم بلهجة غير مفهومة، وهرع إلى تويتر ليكتب هذه التويتة:
بعد الثورة، يتحدث الرئيس من برج عاجى، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط.
وعجّت برامج التوك شو بالمحللين الذين تباروا فى تحليل الخطاب وتفنيد حروفه وعباراته، وفشل الجميع فى تفسيره.
بينما استقبل الاخوان خطاب الرئيس بالتهليل والتكبير، وفردوا صفحات عديدة على الفيس بوك ، كانت أبرزهم صفحة (الخطاب التاريخى للرئيس)
واتسمت التعليقات التى زخرت بها الصفحة بالاطراء على حنكة الرئيس، وعلى حصافته، وعلى مكره ولؤمه الشديدين.
إلا أن الحقيقة التى لم يعرفها أحد، أن الرئيس قد أصيب بصورة مفاجئة بالتهاب حاد فى منطقة (بروكا) وهي منطقة موجودة في النصف الأمامي من الشق الأيسر وهي مسئولة عن إنتاج الكلام، يؤدي إلى تدهور واضطراب في اللغة التعبيرية (Expressive aphasia) وبالتالي عدم قدرة الفرد على إنتاج اللغة.
كان هذا التشخيص الذى توصل اليه البروفيسور (يانك هاينزمان)، الذى قام بفحص الرئيس، والذى أوصى ببضع الأدوية التى قد تساهم فى علاج الرئيس، وبينما يودّعه خيرت الشاطر على باب الرئاسة سأله:
- مفيش أمل يادكتور ... صح؟؟
- للأسف .. بس انا عندى اقتراح .. انا اكتشفت ان الرئيس يتحدث بالشقلوب، يمكنكم ان تسجلوا كل خطاباته، وبواسطة جهاز بسيط، يصحح الخطأ، ويعدل الكلام لوضعه الطبيعى.
نجحت الحيلة فى بادئ الأمر، كان الرئيس يسجل الخطاب مسبقاً، ثم يمررونه على الجهاز فيقوم بتظبيط الحديث، ثم يعرض على شاشة التليفزيون، فيبدوا الرئيس وخطابه .. صحيحان سليمان لا عيب فيهما.
إلا أن المرض مالبث أن تمكن من مخ الرئيس، وانتشر بصورة وحشية ليحتل ثنايا مخه، فصار الكلام الذى يخرج منه، مبعثرا كنكش الفراخ، ولم يفلح معه أى جهاز، بل وساء الامر فاصبح يتحدث كلمات تبدو قبيحة وان كان بالطبع لايقصدها .. فصارت جملة مثل لن تركع مصر، وستظل شامخة ... صارت: لن يتكرع الصرم، وسيظل شاخخة.
صار الأمر جد خطير، مع تكرار الأحداث التى تستدعى الرئيس لأن يخرج على الشعب فى خطابات متوالية، فخشى مكتب الارشاد أن يظهر الرئيس بصورة المتلعثم المتخبط ..
حتى توصل خيرت إلى حل مناسب
قرر أن يخرج الرئيس على الشعب، فاغراً فمه، مدعياً انه يتحدث بينما هو يحرك فقط شفتيه وعضلات وجهه .. بينما ينبعث صوتا فى الخلفية متحدثا بالخطاب وعن طريق جهاز تعديل الاصوات يصير الصوت مطابقا تماماً لصوت الرئيس ..
كان الصوت صوت خيرت ...
خيرت الشاطر
تلقى الرئيس اشارة البدء من المخرج، وبدأ ديباجته المألوفة، ومارس هوايته فى الاسترسال، وتصيُد مواطن البلاغة .. ثم توقف عن الإلقاء فجأة، وأحس بالتلعثم، وبدأ يمسح قطيرات من العرق اندفقت نحو جبينه على الرغم من الجو البارد ...
علت الدهشة وجه المخرج والمصورين، وأشار اليه ان: أكمل .. لكن الرئيس أحس بشئ يقيد لسانه عن النطق، حتى أنه شعر بلسانه ينقلب داخل حلقه 180 درجة كاملة، وبدأت تخرج منه كلمات غير مفهومة على الاطلاق .. فصار الخطاب على النحو الاتى:
أنا سيئر لك نييرصملا ...نلو نواهتا يف برضلا يلع دى هيجطلبلا ... وسار الخطاب على هذا النحو غير المفهوم .. حتى أمر المخرج بإنهاء التصوير فوراً.
استقبل الشعب خطاب الرئيس بمزيج من الدهشة والحيرة، وتبارى الجميع فى محاولة استنتاج ماكان يقصده الرئيس، أصبح الكل يفتى من وجهة نظره، قال صبرى الحلاق: ياجدعان هو كان بيتكلم انجليزى، عشان الناس قعدوا يتريقوا عليه لما قال البوقين بتوع الجاز والكحول ف المانيا .. فقرر انه يثبت لهم أنه (برابانط) فى الانجليزى.
هز (مسعد الميكانيكى) كتفيه نفيا وقال: لا مش موافقك ياعم .. هو استخدم اللغة بتاعة الـ (ريبراريين)...اللى هما بس يفهموها .. بيهددهم يعنى بالمتغطى.
لم يتفق معهما سيد الحنك الدوبلير الذى عزا سر الخطاب إلى عيوب فى المونتاج والاخراج، وأكد أنهم سيقومون باصلاح الشريط واعادة اذاعته فى وقت قريب.
على الجانب الآخر .. عكفت أجهزة الCIA على تحليل محتوى الخطاب، ورفعت تقريراً الى الرئيس الامريكى، تفيده أن الرئيس المصرى يستخدم شفرة متقدمة جداً، وهم فى طريقهم لفك الشفرة.
بينما اعتبر زعيم المعارضة أن الرئيس يستخف بالشعب المصرى، ويتحدث اليهم بلهجة غير مفهومة، وهرع إلى تويتر ليكتب هذه التويتة:
بعد الثورة، يتحدث الرئيس من برج عاجى، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط.
وعجّت برامج التوك شو بالمحللين الذين تباروا فى تحليل الخطاب وتفنيد حروفه وعباراته، وفشل الجميع فى تفسيره.
بينما استقبل الاخوان خطاب الرئيس بالتهليل والتكبير، وفردوا صفحات عديدة على الفيس بوك ، كانت أبرزهم صفحة (الخطاب التاريخى للرئيس)
واتسمت التعليقات التى زخرت بها الصفحة بالاطراء على حنكة الرئيس، وعلى حصافته، وعلى مكره ولؤمه الشديدين.
إلا أن الحقيقة التى لم يعرفها أحد، أن الرئيس قد أصيب بصورة مفاجئة بالتهاب حاد فى منطقة (بروكا) وهي منطقة موجودة في النصف الأمامي من الشق الأيسر وهي مسئولة عن إنتاج الكلام، يؤدي إلى تدهور واضطراب في اللغة التعبيرية (Expressive aphasia) وبالتالي عدم قدرة الفرد على إنتاج اللغة.
كان هذا التشخيص الذى توصل اليه البروفيسور (يانك هاينزمان)، الذى قام بفحص الرئيس، والذى أوصى ببضع الأدوية التى قد تساهم فى علاج الرئيس، وبينما يودّعه خيرت الشاطر على باب الرئاسة سأله:
- مفيش أمل يادكتور ... صح؟؟
- للأسف .. بس انا عندى اقتراح .. انا اكتشفت ان الرئيس يتحدث بالشقلوب، يمكنكم ان تسجلوا كل خطاباته، وبواسطة جهاز بسيط، يصحح الخطأ، ويعدل الكلام لوضعه الطبيعى.
نجحت الحيلة فى بادئ الأمر، كان الرئيس يسجل الخطاب مسبقاً، ثم يمررونه على الجهاز فيقوم بتظبيط الحديث، ثم يعرض على شاشة التليفزيون، فيبدوا الرئيس وخطابه .. صحيحان سليمان لا عيب فيهما.
إلا أن المرض مالبث أن تمكن من مخ الرئيس، وانتشر بصورة وحشية ليحتل ثنايا مخه، فصار الكلام الذى يخرج منه، مبعثرا كنكش الفراخ، ولم يفلح معه أى جهاز، بل وساء الامر فاصبح يتحدث كلمات تبدو قبيحة وان كان بالطبع لايقصدها .. فصارت جملة مثل لن تركع مصر، وستظل شامخة ... صارت: لن يتكرع الصرم، وسيظل شاخخة.
صار الأمر جد خطير، مع تكرار الأحداث التى تستدعى الرئيس لأن يخرج على الشعب فى خطابات متوالية، فخشى مكتب الارشاد أن يظهر الرئيس بصورة المتلعثم المتخبط ..
حتى توصل خيرت إلى حل مناسب
قرر أن يخرج الرئيس على الشعب، فاغراً فمه، مدعياً انه يتحدث بينما هو يحرك فقط شفتيه وعضلات وجهه .. بينما ينبعث صوتا فى الخلفية متحدثا بالخطاب وعن طريق جهاز تعديل الاصوات يصير الصوت مطابقا تماماً لصوت الرئيس ..
كان الصوت صوت خيرت ...
خيرت الشاطر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق