الأحد، 17 نوفمبر 2013

اربع عيون.......قصة قصيرة جدا

أربع عيون ...قصة قصيرة
________________
عندما رآها هام عشقاً بها..شعر أنه أخيراً التقى حلماً طاف فى خياله طويلا...طويلا جدا حتى ظن أنه لن يلقاها يوماً..
لم يصدق أنها أخيراً وصلت مصر ، إلا حين رآها بكامل اناقتها و جمالها تزين فاترينة Radioshack ...دخل مدفوعاً بنار اللهفة والشوق نحو البائع ، الذى حاول ان يعدد مزاياها أمامه ، لكنه أسكته باشارة من يده تعنى أنه يعلم عنها كل شئ ...كل شئ فعلاً.
كانت الكاميرا التى تمنى اقتنائها، كانت من نوع canon 7d ..،اشتراها فورا ونقد البائع ثمنها فوراً...وكانت رفيقة كفاحه..
كان يعاملها كمحبوبة أو قل كعاشق ...كان يشعر أنها كائن حى ، وليست مجرد عدسة يكتنفها هيكل حديدى ، كان عندما يلتقط بها صورة متميزة، يكافئها بقبلة حنونة فوق سطحها، كان يناديها وكأنها ستستجيب لنداءه وتقفز بين يديه الحانيتين.
واندلعت نار الثورة فى مصر ، فانطلق يحصد صور الاشتباكات ، ويوثق الأحداث بعين كاميرته ، كان يهمس لها فى رقة:- أنتى عينيا اللى بشوف بيهم.
وحدث أن تلقى رصاصة غادرة، استقرت فى جمجمته، فخر جسده على الارض ، مفلتاً من بين يديه رفيقة كفاحه...الكاميرا الأثيرة.
باع أخوه الكاميرا لمصور آخر...لكن الكاميرا شعرت بغربة بين يدى هذا الآخر...شعرت بيدين باردتين لاحياة فيهم، فتمردت عليه ، وظهرت كل الصور التى التقطها بها مهزوزة متوترة.
استغنى عنها لآخر ، والآخر لم تعجبه، فاقرضها لآخر ، الكل تعجب منها...فهى كاميرا احدث موديل ، ولاعيب فيها ...لماذا تخرج منها الصور بهذه البشاعة؟؟
وحدها كانت تملك السر ...وحدها افتقدت يدين كانا يعاملانها كملكة ، وعين تنظر لها بإبهار و إجلال...و شفتين كانا يهمسان لها:- انتى عينيا اللى بشوف بيهم.
____________________
محمد عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق