تجادلت ورقة مع قلم:
قالت الورقة:- بدونى تظلُ مجرد كتلة بلاستيكية ، ويقبعُ الحبرُ بكَ
لايحركُ ساكناً ، وتحتبسُ بداخلك الكلمات، والأحرف تصيرُ متجمدةً
كالأوثان.
رد القلم :- وانتى بدون حبرى تصبحين عاريةً بيضاءَ لاتسرين الناظرين.
قالت الورقة:- أنا أهبك حياةَ ..أحولك من العدم إلى الوجود، أنا من يخبرُ الكونَ كله عنك .
قال القلم:- مدادى هو الروحُ التى انفخها بين سطورك ، لتصبحين قصة أو مقالاً أو رسالة .
قالت الورقة:- انا من أظل حيةَ على مدار التاريخ ، اقبع بين دفتى كتاب او
موسوعة، تتوارثنى الاجيال ...أما انت فبمجرد ان ينتهى مدادك...تموت.
رد القلم فى حسرة:- اموتُ فعلاً ...ولكن يبقى أثرى فوق سطورك.
وبينما احتدت المجادلة بينهما ، أتى الأديبُ لينظف مكتبه ، شاهد القلم
والورقة فقال فى نفسه:- لقد ولى زمانكما ، ولم أعد بحاجة لأى منكما بعد ان
اشتريت هذا "التابلت "الجديد.
ثم القاهما فى سله القمامة...القاهما...بلا رحمة.
بقلم / محمد عبد العزيز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق