عن المرأه الفلاحه ( أمي )...............إهداء إلى الخروف الصغير هشام قنديل.
.
كنا عايشين في قريه صغيره , في بيت فقير جدا , تقريبا معدم , راتب أبي كان لا يتعدى 200 جنيه , وعندنا 20 قيراط أرض , أمي ست فلاحه لا تجيد القرأه والكاتبه ولم تذهب إلى المدرسه ولا يوم واحد حتى , تزوجت وعمرها 13 سنه , خلفت 6 مرات , 3 أولاد و3 بنات , كانت أمي تصحو من نومها مبكرا جدا , وقت الفجر , تصلي وتصحينا , كل واحد بيصحى في ميعاد غير التاني , وأمي مبتعرفش الساعه كام , مش بتفهم في الساعات , لكنها كانت بتقيس الوقت بالتقريب , 6 الصبح يعني بعد الفجر بشويه , 7 الصبح يعني بعد الفجر بشويتين ( بتعرف تقدرهم ) وعمرها ما خيبت معاها في مره حكاية تقدير الوقت , يا أمي صحيني الساعه 6 عشان أطلع أذاكر ساعه في وسط الغيطان قبل ماروح الإمتحان , حاضر يابني وقد كان , بعد ما نروح المدرسه , تبدأ أمي معركتها اليوميه في أشغال البيت , بتكنس البيت كل يوم , بمقشه مصنوعه من النخيل ( بيسموها إنو ) , معندناش مكنسه بالكهربا , وبتغسل هدوم أبويا وولادها السته في طشت ألومنيوم كبير , معندناسش غساله كهربا أتوماتيك ولا حتى غساله عاديه , بتستخدم الصابون الأبيض والأسمر اللي مالوش ريحه عشان أرخص بكتير ( معندناش بيرسيل ) , بعد ما تخلص كنس وغسيل , تبدأ فقرة الطبيخ , في الفرن و ( الكانون ) , بتستخدم الحطب وأعواد الدره الشاميه ( معندناش بوتاجاز ولا أنبوبه ) , أحلى شوية رز معمر كانت بتعملهم أمي , يامه عايز أكل كشري , حاضر يابني , تروح تشتري تمن ( نص الربع ) كيلو عدس وتحطه على حلة رز كبيره ( ماهو الرز عندنا فايض وبنزرعه ) , بالليل نتعشا , الكهربا قاطعه , إيه ده يامه اللي بناكله ؟ ده الكشري يا محمد , أنا مش شايف عدس فيه خالص , طيب يامه اكتبي عليه كشري عشان أعرف , أبويا بيضحك من كلامي , في اليوم التالي بعد ما تخلص أمي الكنيس والغسيل تروح الأرض تعمل الرز اللي أبويا ضمه ( قطعه يعني ) في عقد وروابط , عشان لما نروح نحمله عالعربيه ميتبعترش , ويوم الدراس (بالماكينه ) تقعد أمي ورا الدراسه تلم الرز في شكاير صغيره , وفي النهايه تنام أمي بدري جدا , بعد العشا وهي جسمها مهدود ومكسر وابتسامتها على وشها مبتفارقهاش , الحمد لله النص فدان رز جاب 20 شيكاره السنه دي , ياما انت كريم يارب .
وفي أخر سنه في الكليه , يوم إعلان النتيجه , كنت في الشغل , واتصلت بأمي قلت لها الحمد لله أنا نجحت , بس هخلص شغلي وأرجع بالليل ويمكن أجيب صحابي معايا ( محمد في طب ووائل في صيدله ) , بالليل روحنا البيت أنا ومحمد ووائل , طلعنا شقتي اللي فوق , ونزلت لأمي كانت نايمه قلت لها صحابي معايا يامه إنتي طابخه ايه النهارده , قالت لي باميه وعيش !! , قلت لها يالهوي يامه , بقى أنا نجحت وخدت البكالوريوس وانتي طابخه باميه وعيش ؟! , طيب صحابي هأكلهم إيه دلوأتي ؟ قامت أمي من النوم وكانت تعبانه من شغل اليوم , قالت لي اطلع لصحابك هدبحلك فرخه دلوأتي حالا وهعمل رز , ساعه والأكل هيكون جاهز , أمي دبحت الفرخه الساعه 12 وطبختها وعملت الرز في ساعه فعلا واحنا معندناش بوتاجاز..................مش عايز أكمل كده , سامحيني يا أمي , ربنا يجمعني بيكي على خير .
.
محمد حسين
.
كنا عايشين في قريه صغيره , في بيت فقير جدا , تقريبا معدم , راتب أبي كان لا يتعدى 200 جنيه , وعندنا 20 قيراط أرض , أمي ست فلاحه لا تجيد القرأه والكاتبه ولم تذهب إلى المدرسه ولا يوم واحد حتى , تزوجت وعمرها 13 سنه , خلفت 6 مرات , 3 أولاد و3 بنات , كانت أمي تصحو من نومها مبكرا جدا , وقت الفجر , تصلي وتصحينا , كل واحد بيصحى في ميعاد غير التاني , وأمي مبتعرفش الساعه كام , مش بتفهم في الساعات , لكنها كانت بتقيس الوقت بالتقريب , 6 الصبح يعني بعد الفجر بشويه , 7 الصبح يعني بعد الفجر بشويتين ( بتعرف تقدرهم ) وعمرها ما خيبت معاها في مره حكاية تقدير الوقت , يا أمي صحيني الساعه 6 عشان أطلع أذاكر ساعه في وسط الغيطان قبل ماروح الإمتحان , حاضر يابني وقد كان , بعد ما نروح المدرسه , تبدأ أمي معركتها اليوميه في أشغال البيت , بتكنس البيت كل يوم , بمقشه مصنوعه من النخيل ( بيسموها إنو ) , معندناش مكنسه بالكهربا , وبتغسل هدوم أبويا وولادها السته في طشت ألومنيوم كبير , معندناسش غساله كهربا أتوماتيك ولا حتى غساله عاديه , بتستخدم الصابون الأبيض والأسمر اللي مالوش ريحه عشان أرخص بكتير ( معندناش بيرسيل ) , بعد ما تخلص كنس وغسيل , تبدأ فقرة الطبيخ , في الفرن و ( الكانون ) , بتستخدم الحطب وأعواد الدره الشاميه ( معندناش بوتاجاز ولا أنبوبه ) , أحلى شوية رز معمر كانت بتعملهم أمي , يامه عايز أكل كشري , حاضر يابني , تروح تشتري تمن ( نص الربع ) كيلو عدس وتحطه على حلة رز كبيره ( ماهو الرز عندنا فايض وبنزرعه ) , بالليل نتعشا , الكهربا قاطعه , إيه ده يامه اللي بناكله ؟ ده الكشري يا محمد , أنا مش شايف عدس فيه خالص , طيب يامه اكتبي عليه كشري عشان أعرف , أبويا بيضحك من كلامي , في اليوم التالي بعد ما تخلص أمي الكنيس والغسيل تروح الأرض تعمل الرز اللي أبويا ضمه ( قطعه يعني ) في عقد وروابط , عشان لما نروح نحمله عالعربيه ميتبعترش , ويوم الدراس (بالماكينه ) تقعد أمي ورا الدراسه تلم الرز في شكاير صغيره , وفي النهايه تنام أمي بدري جدا , بعد العشا وهي جسمها مهدود ومكسر وابتسامتها على وشها مبتفارقهاش , الحمد لله النص فدان رز جاب 20 شيكاره السنه دي , ياما انت كريم يارب .
وفي أخر سنه في الكليه , يوم إعلان النتيجه , كنت في الشغل , واتصلت بأمي قلت لها الحمد لله أنا نجحت , بس هخلص شغلي وأرجع بالليل ويمكن أجيب صحابي معايا ( محمد في طب ووائل في صيدله ) , بالليل روحنا البيت أنا ومحمد ووائل , طلعنا شقتي اللي فوق , ونزلت لأمي كانت نايمه قلت لها صحابي معايا يامه إنتي طابخه ايه النهارده , قالت لي باميه وعيش !! , قلت لها يالهوي يامه , بقى أنا نجحت وخدت البكالوريوس وانتي طابخه باميه وعيش ؟! , طيب صحابي هأكلهم إيه دلوأتي ؟ قامت أمي من النوم وكانت تعبانه من شغل اليوم , قالت لي اطلع لصحابك هدبحلك فرخه دلوأتي حالا وهعمل رز , ساعه والأكل هيكون جاهز , أمي دبحت الفرخه الساعه 12 وطبختها وعملت الرز في ساعه فعلا واحنا معندناش بوتاجاز..................مش عايز أكمل كده , سامحيني يا أمي , ربنا يجمعني بيكي على خير .
.
محمد حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق