الخميس، 5 يونيو 2014

حد يلحق امى - قصه قصيرة

امرأة كدها التعب ، وانهكتها مخالب الزمن الذى لم يرأف بحال كبدها المهترئ الذى تناوبت على أكل انسجته ديدان البلهارسيا بشراسة ، حاولت التماسك دون جدوى أمام باب ذلك المستشفى الحكومى الذى لجأت إليه بعد أن بلغ نزيف كبدها مداه ، اسندت رأسها على كتف ابنها محمود ، وشد على يدها ابنها الآخر سالم .
صرخ سالم فى موظفة الاستقبال عندما أخبرته ان كل اطباء الكبد غير موجودين ، وأن مدير المستشفى اللواء " كاظم" دخل فى عراك حامى الوطيس مع المدير السابق " عيسوى " الذى يرى ان ادارة المستشفى من حقه وان كاظم استولى على منصبه دون وجه حق...
كان صوت الاثنين يرج المكان ...انحاز اغلب موظفى المستشفى لجانب اللواء كاظم ، كان الرجل يبدو واثقاً من نفسه ومن مؤازرة الموظفين ، أمام عيسوى الذى بدا منسحقا مهزوما .
شحب وجه المرأة وامتفعت اوردتها اثر كميات الدم النازفة ، فنادى محمود بحرقة:- ياعالم ياهوو...حد يلحق أمى
لم يسمع لصرخته سوى احد الممرضين الذى هرع نحوهم عارضاً خدماته..اصطحبهم لعنبر الباطنة قمئ الرائحة متهالك الجدران ، وبدأ فى فحص المرأة ...اعترض سالم وطلب ان يحضر طبيب متخصص ، أخبره الممرض ان الطبيبان المختصان كانا يتعاركان ...أحدهما انحاز لكاظم والاخر لعيسوى...وهما الان فى قسم الشرطة.:- سيبنى انا هشوف الحاجة والدتك فيها ايه وهكتبلك الدوا كمان.
اعترض الابنان ومسكا فى شجار الممرض وكادا يقضيان عليه ، بينما استلقى جسد الأم المنهك فوق السرير المتهالك ،وشخص بصرها ، و خرجت روحها مودعة عالماً لا يستطيع ان يرأف بها.

محمد عبد العزيز
29/11/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق