الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

وضاح اليمن

كيف يزوّر العرب تاريخهم ؟
.
في كتابه الرائع ( حديث الأربعاء ) لعميد الأدب العربي طه حسين , يتحدث عن دور المؤرخين في تزييف الأدب العربي ونسب أبيات وربما قصائد ودواوين لغير صاحبها , يستدرجك طه حسين بالتفكير والتحليل المنطقي المبني على علم ودرايه وإحساس بما يكتب الشعراء وبما يسمى بالشخصيه الشعريه حتى يصل بك بسهوله إلى الإقتناع أن الشاعر الفلاني لم يقل هذه القصيده التي نسبت إليه
.
أحكي لكم هذه القصه
الجميله وتعقيب طه حسين عليها :
.
كتب المؤرخون كثيرا عن شاعر اسمه ( وضاح اليمن ) الذي عاش في العصر الأموي في عهد الخليفه الوليد بن عبد الملك , وعن حياته الشخصيه كتب المؤرخون ما يلي :
( أرادت أم البنين زوجة الخليفه الوليد بن عبد الملك أن يكون لها شاعرا يمدحها ويتغزل في جمالها أسوة وغيرة من زوجة عمر بن عبد العزيز فأحضرت شاعرا بليغا اسمه وضاح اليمن , بدأ الشاعر في التغزل بأم البنين وتطور الأمر حتى تحول إلى علاقه عاطفيه جمعت بينهما , وفي أحد الأيام دخل الخليفه على زوجته في قصرها وكان الشاعر يجلس معها فلما علمت بقدوم زوجها خبأته في صندوق ملابسها , وكان الخليفه قد نما إلى علمه عن هذه العلاقه التي تجمع زوجته بوضاح اليمن , دخل إلى القصر فوجد زوجته تجلس على هذا الصندوق , فسألها ماذا يوجد بداخل ذلك الصندوق ؟ قالت ملابسي ...فأمر الجنود فحملو الصندوق وأمر بدفنه كما هو دون أن يفتحه ...ومن يومها انقطعت أخبار الشاعر وضاح اليمن !! ) .
.
أما طه حسين فقد رأي أن القصه برمتها غير منطقيه ولا تناسب عقل طفل رضيع , ثم انتقل طه حسين إلى تحليل دواوين الشاعر فوجد أنها لا تتثق مع بعضها بمعنى لا يمكن أن يكون كاتب هذا الديوان هو شخص واحد....وفي نهاية المطاف توصل طه حسين إلى أنه لا يوجد شاعر اسمه وضاح اليمن وأنه من وحي خيال المؤرخين الذين أرادو أن يجعلو لليمن ( بلد امرؤ القيس ) شاعرا كبيرا في العصر الأموي !!..........وهكذا فنحن العرب من قديم الأذل متخصصون في التزوير والتزييف .
.
محمد حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق