الثلاثاء، 20 مارس 2012

مواطن وقطه وثورة- قصة قصيرة.....محمد عبد العزيز

(مواطن وقطه وثورة)
قصه قصيرة

كانت ليلة شديدة البرودة..عندما طالعتنى بعينيها الواسعتين المتوسلتين.,قطة من قطط الشوارع وقفت بباب الصيدلية التى اعمل بها..وقفت طالبة الدفء مستجيرة من وعثاء البرد القارس ,أنا بطبعى لا أحب القطط,لكننى تخيلت نفسى مكانها,تائها وحيدا أبحث عن ملجأ يأوينى .,وغطاء يدثرنى ويحمينى,,وكأنها فهمت مايجول بخاطرى...وقرأت لغة عينى.فتلقفت تصريحا غير معلن بان تلج إلى داخل الصيدلية ,وجدت...
ها تتقافز مرحا ,,,دخلت الى المعمل مباشره...واختارت كرتونه فارغة والقت جسدها المنهك داخلها...وامتلات عيناها برغبة قوية للنعاس.
عندما استيقظت القطة الوافدة..بدا أن الجوع قد استبد بها ., وبلغ مبلغه,القطط تفضل السمك واللبن واللحوم...هكذا اعلم ,لكننى لن استطيع ان احضر لها سمكا او لحوما..فابتعت لها زبادى من بقال جارى...التهمت علبة الزبادى بنهم واضح...وقرات فى عينيها امتنان لى على ماقدمته لها.
تكرر هذا الحال كثيرا....تاتى مسرعة تدلف الى المعمل ,ثم تاكل الزبادى...تنام ثم تنصرف.
بدأت اتملل من هذا الوضع .’حتى اتى يوم بلغ بى الغضب مبلغه لاننى لم انم ليلتها جيدا’ ..اتت القطة وانتظرت الزبادى,لكننى صرخت في وجهها ,,ونهرتها بل وطردتها من الصيدليه.
اليوم التالى احسست بذنب بالغ تجاه تلك القطة,هى وحيدة ضعيفه جائعة..قررت ان ابحث عنها,, بل وساعطيها قطعة لحم شهية لاعوضها عما بدر منى من فظاظه.
اخيرا وبعد محاولات بحثيه ..وجدتها...كانت تبحث عن طعام باحد صناديق القمامة...تخيلت انها عندما ترى قطعة اللحم وتشم رائحتها,ستهرع الى ..لكن هذا لم يحدث...ظلت تبحث داخل الصندوق..لم تكترث كثيرا بقطعة اللحم خاصتى...حاولت ان اقرب اللحم الى فمها لكنها ابت ...وفرت هاربة.
#####
اليوم التالى اتى الى الصيدليه عم (محروس)...فران بفرن بلدى ...دائما ياتى طالبا قرصين كيتوفان ,بادرنى بقوله:-شفت يادكتور العيال الماجورين بتوع الثورة؟
رددت قائلا:- مالهم ياعم محروس؟ قال:-عاوزين يحرقوا البلد ويخربوها ...ربنا يحرقهم بجاز
قلت له: بس دول برضو جابولنا الحريه ياعم محروس ...واكيد الامور هتتحسن بعد كده
رد قائلا:ملعون ابو الحريه....احنا عايزين نعيش فى امان يابيه....لو هناكلها بدقة
ساعتها فقط علمت لماذا رفضت القطة قطعةالحرية...اقصد قطعة اللحم
#######
بقلم محمد عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق