الخميس، 15 مارس 2012

عاشور المصري...........محمد عبد العزيز

عندما أعلنت ساعة التاريخ الأبدية موعد قدوم (عاشور المصرى) الى وجه هذه الدنيا ..وبينما يستعد والده لرؤيته,,خرج عليه الطبيب وهو فى حالة ذهول ,..فارتسمت على وجه الوالد علامات التساؤل والتعجب,,فبادره الطبيب بقوله:-لم أر مثل هذا الطفل من قبل...شئ لايصدق.
كان طفلا عملاقا بكل ماتحويه الكلمة من معان ...شخص الأطباء حالته على أنها نوع من أنواع (العملقة) ..ذلك المرض الشهير..الا انهم أقسموا أنه حتى فى حالات العملقة المعروفة...فان حجم الجسد لايكون بهذه الصورة الرهيبة
أكدوا أن علاج هذه الحالة,,لايوجد الا بالخارج ..وذلك بعد ان يصل إلى سن البلوغ.
وعلى الرغم من أن عاشور كان يتلقى يوميا اهانات تسخر من حجمه...الا انه فى لحظات الاختلاء بنفسه كان يتفاخر بانه الوحيد من نوعه على ظهر هذه البسيطه واقنع نفسه ان التميز حتى ولو فى شئ عجيب...يظل تميزا...
سرت الاعوام بعاشور وكبر معها حجمه,,بصورة كانت تخيف كل من يراه...الامر الذى دعاه الى تنصيب نفسه فتوة شارعه,,الامر الناهى على كل من يقطنه.
خاف الوالدان على ابنهما وقررا ان يدفعاه للسفر الى الخارج ,,,عله يجد علاجا لحالته المتردية.
انطلق عاشور الى اوروبا ...وعندما وطأت قدماه أرض (ألمانيا)  ..بدأت عضلاته تتقلص بشكل رهيب...وبدأ طوله فى النقصان باضطراد مفزع
أخذ حجمه فى التناقص,,,ثم مر بفرنسا ثم انجلترا ثم سويسرا,,والناس تنظر له فى شفقة..فقد اصبح قزما يكاد يرى بالعين المجردة
قرر بعدها السفر الى (امريكا) طمعا فى وجود علاج لمرضه الجديد..وهناك شعر بما كان يشعر بما كان يشعر به اقرانه واصدقائه الذى طالما استهتر بهم وباحجامهم الصغيرة
كان يشعر عندما يمر به شخص امريكى ...ان قاطرة ضخمة قد لفحته بهواءها الساخن فتكاد تلقى به ارضا..
قرر السفر الى مصر فورا....وعندما عاد الى وطنه ,,,,, ...بدأ جسده فى التمدد من جديد
عاد عملاقا مره اخرى...
الا انه وفى قرارة نفسه ...كان قد عرف حقيقة حجمه
بقلم: محمد عبد العزيز
15-3-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق