الخميس، 29 مارس 2012

معضلة الدستور

نحن أمام مشكله ومعضله حقيقيه فعلا , ولحظه حرجه وتاريخيه في حياة مصر.
الشعوب تصنع دساتيرها لعشرات السنين , فلا مجال لتغيير الدستور أو التلاعب فيه.
في كل دول العالم التي سعت إلى التقدم , كانت لجنة صياغة الدستور تعتمد بصفه أساسيه على خمس نماذج من الأشخاص , الفقيه الدستوري والعالم والأديب والمفكر والفيلسوف.
الأول يمثل الإطار القانوني والشكل الخارجي للدستور , يدقق في النواحي القانونيه , والثاني والثالث والرابع والخامس كل دورهم أن يحلمو , أحلام يقظه حقيقيه ,فما الدستور إلا مشروع كبير للمستقبل , للأولاد والأحفاد , وفي تاريخ الأمم تبدأ النقلات والقفزات الكبيره بحلم يشارك فيه العالم و الأديب و المفكر, وعلينا نحن تنفيذ هذا الحلم , ومالا يدرك كله لا يترك كله.
لجنة صياغة الدستور المصري , أغلب أعضائها يحملون لقب شيخ , وحتى هذه الكلمه هي مطاطه جدا عندنا , فكل من أطلق لحيته نسميه شيخ وكل من قال يا ليل نقول عليه مطرب , يتساوي في ذلك الشعراوي والقرضاوي مع نادر بكار والبلكيمي.
أشعر أنني أما لجنه لصياغة دستور ولكنه ليس للمستقبل , و إنما للماضي السحيق , ريما يعيدنا إلى عصر تجارة العبيد والجواري والغلمان .
وكنا نعاني قبل الثورة من أن الحاكم عندنا هو نصف إله , ربما نحن مقدمون على حكم الحاكم الإله الكامل المكمل.
ليس منطقيا أبدا ولا من العدل , أن الحزب الذي فاز بأغلبية برلمانيه لخمس سنوات يصنع دستورا لخمسين عاما قادمه.
إذا قامت هذه اللجنه فعلا بوضع الدستور , فلا أتوقع أن تختفي من مصر طوابع الشرطه والدمغات والواسطه وفوت علينا بكره يا سيد , ولن تختفي الفيروسات الكبديه ولا أمراض السكر والضغط , وسنبقى دائما نحمل الرقم القياسي الخاص بنا في عدد الأمراض والمرضى..
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق