لكل قرية عبيط ,وعبيط قريتنا اسمه(عكاشة)..لا أحد يعرف على وجه الدقة متى أتى الى قريتنا ولا أحد يعرف له أبا ولا أما ..كان يثير ضحكات الناس بملابسه الرثة البالية..وشعره المجعد الأشعث,,ولكنه بعد فترة غير طويلة بدأ يسرد على مسامع الأطفال قصصا خيالية ألهبت حماسهم وأيقظت مخيلتهم,,فكانوا يتجمعون فيما يشبه الحلقة حول عكاشة يسمعون نوادره ويضحكون عليها,ثم يذهبون الى منازلهم فينقلون ما...دار الى اهلهم..,فانطلق رجال القرية ونساءها يشاركون أطفالهم هذا السامر اليومى الذى يقيمه عكاشة.متعلمو القرية ومثقفيها كانوا يسخرون من منظر الحشود التى تلتف حول عكاشة,,الا ان طبيب القرية الدكتور (احمد)...قرر ان يستغل الموقف لصالحه ,أتى بعكاشة الى الوحدة الصحية واخبره ان ينقل للناس خبر انتشار طاعون من نوع جديد,,طاعون فتك بمواشى الحاجة(سعدية)...وسينتقل الى البشر قريبا اذا لم يذهبوا الى الوحدة وحصلوا على التطعيم اللازم...نشر عكاشة الخبر بين مريديه كالنار فى الهشيم...وبدأت الحشود تتوافد الى الوحده الصحية ,,حيث اعد الدكتور (احمد)..سرنجات مملوءة ميكروبات تنتقل فورا الى الدم...فأصيب الناس بعد يومين بحمى شديدة...واستجاروا بالدكتور (احمد)..الذى كان قد اتفق مع مندوب شركة (فايزر)..على شحنه من مضاد حيوى ,,يحصل احمد بمقتضاها على مبلغ مالى محترم...
وصف احمد للناس المضاد الحيوى الذى لم يلبث ان ازال اعراض الحمى وعادت للناس صحتها
وذاع صيت الدكتور(احمد) ف القرية والنجوع المجاورة ,, واتت الانتخابات المحلية فرشح احمد نفسه ...ولم ينس ان يستعين بصديقه (عكاشة) الذى اخذ يمدح فى علم احمد ونباهته
نجح احمد بالفعل...
ومازال الناس يظنون ان عكاشة(عبيط) القرية
محمد عبد العزيز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق