الأربعاء، 20 يونيو 2012

أيام الجالاكتيوس الأخيرة...قصة قصيرة....محمد عبد العزيز

أيام الجالاكتيوس الأخيرة...قصة قصيرة
_______________
كان وحش (الجالاكتيوس) يرقد فى فراش الموت,يكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة, وحول الفراش كان (الجنرالات) يصطفون وينظرون إلى الوحش نظرة يملؤها الجزع والحسرة...تذكروا يوما كان (الجالاكتيوس) يملأ سمع الدنيا وبصرها..بحجمه الهائل , وأذرعه الاثنى عشر , وعينه الأحادية ذات اللهب الرهيب..
كفلت له قوته الخارقة أن يسيطر على أوصال البلدة وأطرافها...أعانه فى ذلك جن...رالات الجيش, وكان يجزل لهم العطايا ضمانا لولائهم.
كانت كل خيرات البلدة تذهب إلى (الجالاكتيوس) والجنرالات ,وكان مايفيض منها يصدرها إلى (الميراكيوس)...الوحش الأعظم الذى يقطن فى أمريكا الشمالية.
ومع استبداده الواضح , غرقت البلاد فى بحور من الفقر والحاجة, وضج الناس بما آل إليه حالهم ...كانوا قديما يخافون قوة (الجالاكتيوس) المفرطة
أما الآن ومع انهيار حالته الصحية وتداعى قوته ...قرر الناس الخروج ثائرين مطالبين بحقوقهم المنهوبة منذ سنين.
_________________________
وبينما يتشاور الجنرالات على مصير البلدة بعد موت (الجالاكتيوس), تناهى إلى مسامعهم هدير أصوات الشعب الذى أحاط بالقصرمن كل أركانه وجوانبه.
تسرب الذعر إلى نفوس الجنرالات , فالحشد مهول ...ملايين الناس قررت أن تستعيد حقها فى وطنها المسلوب..
وبينما يعصف الاضطراب بالجنرالات , إذا بصوت (الجالاكتيوس) يأتيهم خافتا وكأنه صادر من بئر عميق:-
-أيها الجنرالات ...اسمعونى جيدا
_________________________
كانت الحشود تتزايد بشكل مطرد , حتى ان ابواب القصر كادت ان تتحطم تحت وطأة الحشد ,فجأة ظهر أحد الجنرالات ممسكا ميكروفون , خاطب به الناس قائلا :- أيها الشعب العظيم ...لقد مات (الجالاكتيوس)...وسيقوم الجنرالات بحكم البلاد
هللت الحشود وكبرت وارتفعت الايادى ودمعت الأعين ..فهاهو الحلم القديم يتحقق ...نزل الجنرالات وسط الحشود, ورفعهم الناس فوق اكتافهم
بينما كان الجالاكتيوس قابعا فوق سريره ..ترتسم على وجهه ابتسامة خبيثة..وهو يحدث نفسه قائلا:- لقد صدق السذج اننى مت...وانطلقت عقيرته بضحكة مجلجلة
___________________
بعد فترة قصيرة استدعى الجنرالات (السحرة)...أمروهم أن يمدحوا الثائرين وأن يثنوا على شجاعتهم ...ثم اجتمع الجنرالات بطائفة (الثيوقراطيين)..أقنعوهم أنهم الأحق بحكم هذه البلاد ..بل وأوغروا صدرهم ناحية الطوائف الأخرى
تنبه (زيوس) و (ريمانوس) الى المكيدة التى يحكم خيوطها الجنرالات..قرروا الذهاب الى الثيوقراطيين يحذرونهم من الاعيب الجنرالات ..إلا أن الثيوقراطيين صكوا اذانهم واعتبروهم من السفهاء
قرر (زيوس) و(ريمانوس) النزول الى الشارع ...قررا أن يحدثا الناس عن المكائد التى تحاك بهذه البلدة...اقتنع بكلامهما ثلة قليله ,بينما انصرف عنهم معظم الناس
انطلق السحرة فى جميع البلاد يسحرون اعين الناس,اقنعوهم ان امثال (زيوس) و(ريمانوس)..يدفعون البلاد الى حافة الهاوية, وحذروهم من شرورهما..
وعلى الرغم من كل الانتقادات الا أن زيوس وريمانوس قررا أن يكملا مشوارهما
,فكان نصيب ريمانوس رصاصة قناص استقرت فى رأسه
__________________________
ظن (الثيوقراطيون)...انهم قاب قوسين أو أدنى من حكم البلاد...هنا جاء دور السحرة مجددا..عاثوا فى الارض ليخبروا الناس ان حكم الثيوقراطيين هو أمر كارثى محتوم,سيستحوذون على كل المناصب وينتهكون كل الحريات
كان الناس يصدقون السحرة دون جدال,,كرهوا كل مايتعلق بالثيوقراطيين بل وطالبوا الجنرال (شيفاز) أن يتقدم للترشح أمام مرشح الثيوقراطيين
________________
تمت الانتخابات واتى شيفاز رئيسا للبلاد...انطلق نحو القصر الجمهورى
هناك استقبله (الجالاكتيوس) وقد استعاد كثيرا من صحته وعلت وجهه ضحكة كبيرة وهو يقول :- أحسنت ياشيفاز
الا ان صوتا قويا قطع ضحكهما قائلا:- ليس بعد أيها (الجالاكتيوس)
كان صاحب الصوت هو (زيوس) الذى تسلل الى القصر ليلا ..تابع (زيوس) كلامه قائلا:-اتيت لانتقم لريمانوس...ولوطنى
ثم اشهر مدفعا رشاشا فى وجههما
واطلق الرصاص بسخاء
__________________
محمد عبد العزيز
15-6-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق