الجمعة، 1 مارس 2013

الكتاب....حياة

بضغطة زر واحدة على لوحة مفاتيح جهازك تستطيع أن تجلب كتب الأولين والآخرين..
وتستطيع أن تصنع مكتبة اليكترونية، تحوى آلاف بل ملايين الكتب،مختلفة المواضيع والمقاصد.
لكنك مهما جمعت من عناوين ومؤلفات، فإنك بالتأكيد ستفتقد نبض الكتاب الورقى المطبوع.
فالكتاب الورقى ، ليس غلافين وبضعة أوراق يبحران بين ضفتى كتاب،الكتاب كائن حى يعج بكل مظاهر الحياة، كلماته كقطرات دم تجرى بين سطوره فتهبه حياة وحيوية،وحروفه كنبضات قلب تُضخ إلى قلبه ، فتُحيل ورقا أصما إلى انسان يحدثك ويخاطب عقلك ، وينقل مشاعره مباشرة إلى قلبك، وللكتاب الورقى رائحة مميزة لن تجدها فوق شاشة جهازك الاليكترونى،تنفذ مباشرة الى أحاسيسك،فتثير لديك مزيجا من الحنين والشجن والمتعة.
أصابعك ذاتها ، عندما تلامس الورق،فانها تصبح جزءاً لايتجزأ من صفحاته، وتحولك انت ايضا لتكون بطلا من ابطال رواية، حينما تتقمص شخصية تلامس ملامحها من خلال السطور البارزة، وإذا أثار الكتاب اعجابك، فانك قد تضمه الى صدرك ، وكأنه طفل لك لم تلده،بل أنك تربت برفق فوق غلافه حين انتهاءك منه، وكأنك ترسل له اشارة الاعجاب والاستحسان، واذا ماعلا غلافه تراب كثيف، فتهرع انت لكى تنظفه ، وتلمع دموع الشفقة بين ضفتى عينيك، حين تتحول اوراقه الى الاصفرار ، وكأنه عجوز يأسى لحاله حين أصابته الشيخوخة.

الكتاب الورقى.... حياة لابد أن نعيشها


محمد عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق