حظر تجول....قصة قصيرة
__________________________
يحكى أن فيلاً ضخماً كان يعشق النوم بشكل مفرط،وبينما هو مستغرق فى نومه،تسللت أعدادٌ عفيرة من النمل الى زلومته،وانتشرت فى كل أرجاءها،واحتلت كل شبر بها، وهو ما أزعج الفيل، وجعله يستيقظ بشكل مفاجئ،بعدما انتشر دبيب النمل فقضّ عليه مضجعه.
كان عدد النمل يتزايد لحظة تلو أخرى،وكأنهم كانوا يستدعون بعضهم لينعموا بالسكن الجديد والدفء المفقود بعدما قرصهم البرد الطاغى وأبرز لهم أنيابه المخيفه.
وعلى عكس ماتوقع الفيل، فانه كلما هز زلومته بعنف محاولاً طرد النمل منها،كان النمل يُطرب لهذا الفعل، بل واعتبروه مبعثاً للدفء والحميمية.
فلما يأس الفيل من طرد النمل،التجأ الى الثعلب طالباً استشارته،فأشار عليه أن ينفخ الهواء بقوة من زلومته،ففعلها الفيل، لكن النمل استمسك بثنايا الزلومة،واستطاع ان ينجو من زفير الفيل،فأشار عليه الثعلب أن يغمر زلومته بالماء حتى يغرق النمل،فتوجه الفيل الى اقرب بحيرة وغطس خرطومه فى الماء،فلقى العديد من النمل حتفه،لكن الغالبية العظمى،استطاعت الاختباء فى تجاويف لم يصل اليها الماء قط.
فلما فشلت تلك الحيلة،طلب منه الثعلب أن يفرض على النمل حظرا للتجول داخل الزلومة،فألقى عليهم الفيل بيانا حماسياً،يأمرهم بالتزام السكون والصمت وعدم التجوال داخل زلومته،لكن النمل استقبل أمره بالسخرية والاستهزاء،واستمر يسلك الدروب داخل الزلومة،غير عابئ بتحذيرات الفيل المتعطرسة.
ولما باءت كل حيل الثعلب بالفشل، اقترح عليه اقتراحا أخيرا:-أن يبتر زلومته فورا، فيتخلص من ضجيج النمل ، وينعم مرة أخرى بنوم هانئ ودافئ.
فاستجاب له الفيل، وسلم له زلومته طوعاً،فانقض عليها الثعلب وقضمها، فبدأ الفيل يذرف دماً غزيراً،وبلغ به الاعياء مبلغه، فتهاوى جسده الضخم مفترشاً الأرض، وبينما يلفظ أنفاسه الأخيرة مر به جمل نظر اليه فى شفقة ، وقال له بصوت متهدج:- أخطأت ياصديقى الفيل،وعجزت أن تتعايش مع الآخرين، وأغفلت حقيقة تنظم هذا الكون منذ بدء الخليقة:-أن جسدك ليس ملكك وحدك.
_____________________
بقلم:- محمد عبد العزيز
29-1-2013
__________________________
يحكى أن فيلاً ضخماً كان يعشق النوم بشكل مفرط،وبينما هو مستغرق فى نومه،تسللت أعدادٌ عفيرة من النمل الى زلومته،وانتشرت فى كل أرجاءها،واحتلت كل شبر بها، وهو ما أزعج الفيل، وجعله يستيقظ بشكل مفاجئ،بعدما انتشر دبيب النمل فقضّ عليه مضجعه.
كان عدد النمل يتزايد لحظة تلو أخرى،وكأنهم كانوا يستدعون بعضهم لينعموا بالسكن الجديد والدفء المفقود بعدما قرصهم البرد الطاغى وأبرز لهم أنيابه المخيفه.
وعلى عكس ماتوقع الفيل، فانه كلما هز زلومته بعنف محاولاً طرد النمل منها،كان النمل يُطرب لهذا الفعل، بل واعتبروه مبعثاً للدفء والحميمية.
فلما يأس الفيل من طرد النمل،التجأ الى الثعلب طالباً استشارته،فأشار عليه أن ينفخ الهواء بقوة من زلومته،ففعلها الفيل، لكن النمل استمسك بثنايا الزلومة،واستطاع ان ينجو من زفير الفيل،فأشار عليه الثعلب أن يغمر زلومته بالماء حتى يغرق النمل،فتوجه الفيل الى اقرب بحيرة وغطس خرطومه فى الماء،فلقى العديد من النمل حتفه،لكن الغالبية العظمى،استطاعت الاختباء فى تجاويف لم يصل اليها الماء قط.
فلما فشلت تلك الحيلة،طلب منه الثعلب أن يفرض على النمل حظرا للتجول داخل الزلومة،فألقى عليهم الفيل بيانا حماسياً،يأمرهم بالتزام السكون والصمت وعدم التجوال داخل زلومته،لكن النمل استقبل أمره بالسخرية والاستهزاء،واستمر يسلك الدروب داخل الزلومة،غير عابئ بتحذيرات الفيل المتعطرسة.
ولما باءت كل حيل الثعلب بالفشل، اقترح عليه اقتراحا أخيرا:-أن يبتر زلومته فورا، فيتخلص من ضجيج النمل ، وينعم مرة أخرى بنوم هانئ ودافئ.
فاستجاب له الفيل، وسلم له زلومته طوعاً،فانقض عليها الثعلب وقضمها، فبدأ الفيل يذرف دماً غزيراً،وبلغ به الاعياء مبلغه، فتهاوى جسده الضخم مفترشاً الأرض، وبينما يلفظ أنفاسه الأخيرة مر به جمل نظر اليه فى شفقة ، وقال له بصوت متهدج:- أخطأت ياصديقى الفيل،وعجزت أن تتعايش مع الآخرين، وأغفلت حقيقة تنظم هذا الكون منذ بدء الخليقة:-أن جسدك ليس ملكك وحدك.
_____________________
بقلم:- محمد عبد العزيز
29-1-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق