الأحد، 20 يناير 2013

لم الدوده

وانا صغير ( 6سنين فما فوق ) , كنت بروح في الصيف أجمع الدوده من أرض القطن , شغل قاسي جدا من 7 ص ل 2 ظهرا في جو شديد الحراره مقابل 50 قرش في اليوم , مش مهم , الأطفال بيسموهم الأنفار أو العمال , والمدير الكبير بتاعنا بيسموه ( الخولي ) وده ربنا فاتح عليه وكان بيقبض 3 جنيه , أجيال كامله اشتغلت في جمع دودة القطن , وعشان نبتة القطن صغيره لازم توطي لها وتحني ضهرك أوي , وكان الخولي بيتمادى في كلمة ( وطي يا واد ...وطي يا بت...وطي يابن ال...., وطي يا بنت ال.....) , وأحيانا يخلينا نوطي في ( القنايه ) , اللي هي مفهاش قطن , بس نوطي وخلاص , لما كبرت يدأت أتخيل إن موضوع دودة القطن ده مش موجود في أي دولة في العالم غير مصر تقريبا , وممكن يكون حاجه كده جابتهالنا المخابرات عشان تعلم الأطفال والنشأ على الإنحناء ( وطي يابن ال..... ) , سنين طويله بتوطي وانت في عمر الزهور , بعدها ضهرك بيرتاح على وضعية الإنحناء , بتناسب أوي عمودك الفقري , حتى لو كنت مش بتصلي ولا بتركعها , من كام يوم بدأت أفتكر الأيام دي واسأل نفسي , هو الجيل بتاعنا في الدول المتقدمه كان بيعمل ايه في السن ده ؟ أكيد الواد شرويدر ابن جيلي في ألمانيا كان بيقضي اجازة الصيف في التعرف على ماكينات ومصانع معينه , وبينمي مهاراته في الإبداع ويتعلم حرية الرأي ويعني ايه ديموقراطيه وكرامه , وأكيد البت مارلين بنت جيلي في فرنسا كانت بتروح الاوبرا وعندها بيانو في البيت بتلعب عليه , عشان كده لما شرويدر كبر وقابل مستشار ألمانيا في الشارع , قام شتم المستشار الألماني عشان مش عاجبه قراراته , قام المساشار ضارب شرويدر بالبوكس , رد شرويدر عالمستشار بالشلوت !! , بينما جيلي المحترم بيطلع بعد الحادثه اللي سببها إهمال المسئولين ويقول ( كل ولادي فداك يا سيادة الريس وكلنا معاك وربنا يعينك ! ) , هو ده جيلنا العظيم بتاع وطي ياد وطي يا بت , جيل دودة القطن إلا من رحم ربي .
.
محمد حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق