وانا
صغير ( 6سنين فما فوق ) , كنت بروح في الصيف أجمع الدوده من أرض القطن ,
شغل قاسي جدا من 7 ص ل 2 ظهرا في جو شديد الحراره مقابل 50 قرش في اليوم ,
مش مهم , الأطفال بيسموهم الأنفار أو العمال , والمدير الكبير بتاعنا
بيسموه ( الخولي ) وده ربنا فاتح عليه وكان بيقبض 3 جنيه , أجيال كامله
اشتغلت في جمع دودة القطن , وعشان نبتة القطن صغيره لازم توطي لها وتحني
ضهرك أوي , وكان الخولي بيتمادى في كلمة ( وطي يا
واد ...وطي يا بت...وطي يابن ال...., وطي يا بنت ال.....) , وأحيانا
يخلينا نوطي في ( القنايه ) , اللي هي مفهاش قطن , بس نوطي وخلاص , لما
كبرت يدأت أتخيل إن موضوع دودة القطن ده مش موجود في أي دولة في العالم غير
مصر تقريبا , وممكن يكون حاجه كده جابتهالنا المخابرات عشان تعلم الأطفال
والنشأ على الإنحناء ( وطي يابن ال..... ) , سنين طويله بتوطي وانت في عمر
الزهور , بعدها ضهرك بيرتاح على وضعية الإنحناء , بتناسب أوي عمودك الفقري ,
حتى لو كنت مش بتصلي ولا بتركعها , من كام يوم بدأت أفتكر الأيام دي واسأل
نفسي , هو الجيل بتاعنا في الدول المتقدمه كان بيعمل ايه في السن ده ؟
أكيد الواد شرويدر ابن جيلي في ألمانيا كان بيقضي اجازة الصيف في التعرف
على ماكينات ومصانع معينه , وبينمي مهاراته في الإبداع ويتعلم حرية الرأي
ويعني ايه ديموقراطيه وكرامه , وأكيد البت مارلين بنت جيلي في فرنسا كانت
بتروح الاوبرا وعندها بيانو في البيت بتلعب عليه , عشان كده لما شرويدر كبر
وقابل مستشار ألمانيا في الشارع , قام شتم المستشار الألماني عشان مش
عاجبه قراراته , قام المساشار ضارب شرويدر بالبوكس , رد شرويدر عالمستشار
بالشلوت !! , بينما جيلي المحترم بيطلع بعد الحادثه اللي سببها إهمال
المسئولين ويقول ( كل ولادي فداك يا سيادة الريس وكلنا معاك وربنا يعينك ! )
, هو ده جيلنا العظيم بتاع وطي ياد وطي يا بت , جيل دودة القطن إلا من رحم
ربي .
.
محمد حسين
.
محمد حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق