حرامى الحلة.....قصة قصيرة
_________________________
ضجّ النمل الصغير بتصرفات ملكته المستبدة،التى ضاعفت لهم أشغالهم،وألقت على عواتقهم مالايتحملونه،وامتلأت الغرفة الخاصة بعلاج النمل ،بمئات من نمل مصاب،هذه قُطعت ساقها والأخرى بُتر نصفها السفلى،ولم يملك النمل المعالج سوى أن يلصق الأجزاء المبتورة بلعابه الصمغى،بينما امتلأ مخزن الأغذية بطعام قد أحضره النمل المسكين طوال فصل الصيف،امتلأ المخزن بفتات قابل للتخزين من بقايا الحبوب كالقمح والفول وبقايا الخيز،وبقايا أجنحة الحشرات الميتة.
استأثرت الملكة وحاشيتها المقربة،بأجود الاطعمة المخزنة، تاركة الفتات للنمل الصغير،الذى استبد به الغضب،وكان من المألوف أن ترى نملتين وقد تلاقت رأسهما يبدوان للعيان وكأنهما يتبادلان الطعام، الا انهما كانا يبثان شحنات لاتنتهى من حنق وحزن وغضب،وتعالت أحاديث النمل الجانبية، حتى كان اليوم المشهود الذى تجمع فيه آلاف منهم امام حجرة الملكة الأم.
كان مشهداً مهيباً ألقى الرعب فى نفس الملكة، التى حاولت أن تقنعهم بالعودة إلى مخابئهم ،مع وعد منها بالنظر فى طلباتهم.
لكن السيل قد بلغ الزبى، وبلغ قلبٌ الملكة حنجرتَها،ثم زاد عدد النمل المحتشد بعد انضمام النمل( حرامى الحلة)، والذى اعتبرتهم الملكة طوق النجاة الوحيد لها.
اجتمعت الملكة بالنمل حرامى الحلة،ابرمت معهم اتفاقا بأن يضمنوا لها رحيلاً يليق بها وبمكانتها ، فى مقابل أن يجلسوا هم فوق العرش..
وحدث الاتفاق بحذافيره، وانطلق النمل الصغير فى أرجاء المملكة مزهواً بانتصاره على الاستبداد والظلم
___________________________
لكنّ الملك الجديد وحاشيته الجديدة، ركنوا الى الكسل، تضخمت بطونهم نتيجة لافراطهم فى الاكل، فنقصت المخازن بشكل مضطرد،وباتت المملكة على حافة مجاعة مهلكة.
سقطت الأمطار بغزارة، فوق عش النمل،لم يكن الحاكم(حرامى الحلة)، قد استعد لفصل الشتاء،ولم يجهز المؤن اللازمة لحماية المملكة من خطر الامطار ،فبدأت المياه المنهمرة تتسرب داخل مملكة النمل، تملا الشقوق وتكتسح كل مايقابلها.
وبينما يملأ الذعر جنبات المملكة، انضم النمل الصغير الى بعضه، وشكلوا ما اشبه بالسلسلة،وانتقلت مجموعة منهم ، الى غرفة العلاج لتحمل فوق ظهورها، النمل المصاب،
، ثم انضموا بعد ذلك لسرب النمل الطويل الذى يكافح من أجل البقاء،كانت المياة قد أوشكت على اغراق المملكة،حينما لاح لسرب النمل، طاقةٌ من النور تنبعث من الجدار المقابل، لكن منسوب الماء واصل ارتفاعه بشكل جنونى،وأصبح الامل فى النجاة أمراً اشبه بالمستحيل.
___________________________
لكن المعجزة حدثت...
كان النمل (حرامى الحلة) عاجزاً عن اللحاق بسرب النمل الصغير، نتيجة لتضخم أحجامهم وبطء حركتهم،فغمرتهم المياة ، وتحولوا الى جثث طافية ، جرفتها المياة الى حيث يكافح النمل الصغير، فامتطوا ظهور الجثث الطافية، وصنعوا منها جسرا نحو الطاقة التى ينبعث منها النور فى الجدار المقابل..
وتشبث قائد السرب بعشب اخضر يتدلى من الجدار المقابل، ساحبا باقى السرب ، الذى توالى اندفاعه، ليسكنوا الجحر الجديد...
التقط النمل انفاسه ، وبدأ ينتشر فى ربوع مملكته الجديدة، التى تنسم بها هواء لم يتحسسه من قبل...تنسم "هواء الحريـــــــــــــــــــــــة"
__________________________
محمد عبد العزيز
24-1-2013
_________________________
ضجّ النمل الصغير بتصرفات ملكته المستبدة،التى ضاعفت لهم أشغالهم،وألقت على عواتقهم مالايتحملونه،وامتلأت الغرفة الخاصة بعلاج النمل ،بمئات من نمل مصاب،هذه قُطعت ساقها والأخرى بُتر نصفها السفلى،ولم يملك النمل المعالج سوى أن يلصق الأجزاء المبتورة بلعابه الصمغى،بينما امتلأ مخزن الأغذية بطعام قد أحضره النمل المسكين طوال فصل الصيف،امتلأ المخزن بفتات قابل للتخزين من بقايا الحبوب كالقمح والفول وبقايا الخيز،وبقايا أجنحة الحشرات الميتة.
استأثرت الملكة وحاشيتها المقربة،بأجود الاطعمة المخزنة، تاركة الفتات للنمل الصغير،الذى استبد به الغضب،وكان من المألوف أن ترى نملتين وقد تلاقت رأسهما يبدوان للعيان وكأنهما يتبادلان الطعام، الا انهما كانا يبثان شحنات لاتنتهى من حنق وحزن وغضب،وتعالت أحاديث النمل الجانبية، حتى كان اليوم المشهود الذى تجمع فيه آلاف منهم امام حجرة الملكة الأم.
كان مشهداً مهيباً ألقى الرعب فى نفس الملكة، التى حاولت أن تقنعهم بالعودة إلى مخابئهم ،مع وعد منها بالنظر فى طلباتهم.
لكن السيل قد بلغ الزبى، وبلغ قلبٌ الملكة حنجرتَها،ثم زاد عدد النمل المحتشد بعد انضمام النمل( حرامى الحلة)، والذى اعتبرتهم الملكة طوق النجاة الوحيد لها.
اجتمعت الملكة بالنمل حرامى الحلة،ابرمت معهم اتفاقا بأن يضمنوا لها رحيلاً يليق بها وبمكانتها ، فى مقابل أن يجلسوا هم فوق العرش..
وحدث الاتفاق بحذافيره، وانطلق النمل الصغير فى أرجاء المملكة مزهواً بانتصاره على الاستبداد والظلم
___________________________
لكنّ الملك الجديد وحاشيته الجديدة، ركنوا الى الكسل، تضخمت بطونهم نتيجة لافراطهم فى الاكل، فنقصت المخازن بشكل مضطرد،وباتت المملكة على حافة مجاعة مهلكة.
سقطت الأمطار بغزارة، فوق عش النمل،لم يكن الحاكم(حرامى الحلة)، قد استعد لفصل الشتاء،ولم يجهز المؤن اللازمة لحماية المملكة من خطر الامطار ،فبدأت المياه المنهمرة تتسرب داخل مملكة النمل، تملا الشقوق وتكتسح كل مايقابلها.
وبينما يملأ الذعر جنبات المملكة، انضم النمل الصغير الى بعضه، وشكلوا ما اشبه بالسلسلة،وانتقلت مجموعة منهم ، الى غرفة العلاج لتحمل فوق ظهورها، النمل المصاب،
، ثم انضموا بعد ذلك لسرب النمل الطويل الذى يكافح من أجل البقاء،كانت المياة قد أوشكت على اغراق المملكة،حينما لاح لسرب النمل، طاقةٌ من النور تنبعث من الجدار المقابل، لكن منسوب الماء واصل ارتفاعه بشكل جنونى،وأصبح الامل فى النجاة أمراً اشبه بالمستحيل.
___________________________
لكن المعجزة حدثت...
كان النمل (حرامى الحلة) عاجزاً عن اللحاق بسرب النمل الصغير، نتيجة لتضخم أحجامهم وبطء حركتهم،فغمرتهم المياة ، وتحولوا الى جثث طافية ، جرفتها المياة الى حيث يكافح النمل الصغير، فامتطوا ظهور الجثث الطافية، وصنعوا منها جسرا نحو الطاقة التى ينبعث منها النور فى الجدار المقابل..
وتشبث قائد السرب بعشب اخضر يتدلى من الجدار المقابل، ساحبا باقى السرب ، الذى توالى اندفاعه، ليسكنوا الجحر الجديد...
التقط النمل انفاسه ، وبدأ ينتشر فى ربوع مملكته الجديدة، التى تنسم بها هواء لم يتحسسه من قبل...تنسم "هواء الحريـــــــــــــــــــــــة"
__________________________
محمد عبد العزيز
24-1-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق