سوق التلات.....قصة قصيرة
__________________
تاه ابنها الوحيد فى سوق التلات...لم يرحل عنها وحده بل رحل معه قلبها المتعلق بروحه
اصطحبته لشراء حاجاتها من هذا السوق الذى ينصب كل ثلاثاء فى قريتهم...كان الحشد غفيرا...والباعة كثر يبيعون كل شئ...
وفى لمحة سريعة...تركت يده الصغيرة يديها الحانية، واندس وسط الجمهور...واختفى عن عينيها...اختفى تماما
استنجدت بالمقدم (طارق)...الذى لمحته من بعد ،يصطحب قوة مؤلفة من 3 عساكر وغفيرين..لكنه اشاح بوجهه عنها وقال بلهجة متغطرسة:- مش وقته ياحاجة....ابن البيه المأمور تايه برضو هنا...لازم نلاقيه حالا
اسقط فى يد السيدة...وانطلقت تبحث فى لهفة عن وحيدها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى هذه الاثناء، كان ابنها يبحث عنها ايضا...حينما قابله ذلك الرجل المتأنق ذو اللحية الخفيفة والابتسامة المتكلفة
...هدأ الرجل من روع الطفل، واخبره انه سيعيده لامه ، ولكنه اشترط عليه ان يصبح تابعا له طول العمر، ان يأتمر بأمره,وان يسمعه فيطيعه على الفور أيا كان الطلب...أن يكون تابعا مطيعا
نظر اليه الطفل ببراءة ، وتركه يرغى ويزبد...ثم انطلق فى طريق البحث عن امه
لمحه الاستاذ وائل...استاذ الفلسفة بالمدرسة الثانوية ، الذى كان يحمل كتابا ضخما تصدر غلافه عنوان(الانقسام البرجوازى فى المجتمع الحداثى)....والذى بادره قائلا:- انى اعرفك واعرف امك جيدا...انت ضحية للصراع الايديولوجى المنبثق من صراع الحضارات اللامتناهى...والذى سيزيد فجوة العزلة الافتراضية بينك وبين العالم
انا انصحك ان تنعزل مثلى ...ولاتهتم كثيرا بشأن العالم او بشأن امك
اتسعت عينا الطفل...وحاول ان يفهم ماقاله الاستاذ وائل....الا انه لم يفهم شيئا...اى شئ
لم تمر فترة طويلة حتى قابلة الشيخ (عيسوى)...بلحيته السوداء الكثيفة والتى امتدت حتى صدره،ولما علم انه تائه عن امه...قال له:- الحمد لله ان ساقك القدر لتلقانى يابنى...ستأتى معى لاربيك تربية سليمة، فلا شك ان امك السافرة لم تعلمك دينك كما ينبغى....سأحميك من هذه البلدة الكافر اهلها..
نظر اليه الطفل وقال:- بس انا بحب امى ...نفسى اشوفها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من بعيد اتت الام...تهرول حينما لمحت ابنها من ظهره....كانت الفرحة تملا كل شرايينها...والسعادة جعلتها تجرى كفتاة صغيرة لتحتضن ابنها الوحيد....الذى استدار حينما سمع صوتها ...
همت الام ان تحتضن ابنها ....لكن ملامح الابن كانت قد تغيرت
ملأت التجاعيد وجه الطفل...وترهلت جفونه....وصار كشيخ عجوز بجسد طفل.
الا ان ابتسامة خفيفة...برزت من خلف اطلال التجاعيد...جعلت قلب الام يهفو...فاحتضنت صغيرها...وانطلقا عائدين سويا الى بيتهما...
الى وطنهما
________________
محمد عبد العزيز
21-11-2012
__________________
تاه ابنها الوحيد فى سوق التلات...لم يرحل عنها وحده بل رحل معه قلبها المتعلق بروحه
اصطحبته لشراء حاجاتها من هذا السوق الذى ينصب كل ثلاثاء فى قريتهم...كان الحشد غفيرا...والباعة كثر يبيعون كل شئ...
وفى لمحة سريعة...تركت يده الصغيرة يديها الحانية، واندس وسط الجمهور...واختفى عن عينيها...اختفى تماما
استنجدت بالمقدم (طارق)...الذى لمحته من بعد ،يصطحب قوة مؤلفة من 3 عساكر وغفيرين..لكنه اشاح بوجهه عنها وقال بلهجة متغطرسة:- مش وقته ياحاجة....ابن البيه المأمور تايه برضو هنا...لازم نلاقيه حالا
اسقط فى يد السيدة...وانطلقت تبحث فى لهفة عن وحيدها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى هذه الاثناء، كان ابنها يبحث عنها ايضا...حينما قابله ذلك الرجل المتأنق ذو اللحية الخفيفة والابتسامة المتكلفة
...هدأ الرجل من روع الطفل، واخبره انه سيعيده لامه ، ولكنه اشترط عليه ان يصبح تابعا له طول العمر، ان يأتمر بأمره,وان يسمعه فيطيعه على الفور أيا كان الطلب...أن يكون تابعا مطيعا
نظر اليه الطفل ببراءة ، وتركه يرغى ويزبد...ثم انطلق فى طريق البحث عن امه
لمحه الاستاذ وائل...استاذ الفلسفة بالمدرسة الثانوية ، الذى كان يحمل كتابا ضخما تصدر غلافه عنوان(الانقسام البرجوازى فى المجتمع الحداثى)....والذى بادره قائلا:- انى اعرفك واعرف امك جيدا...انت ضحية للصراع الايديولوجى المنبثق من صراع الحضارات اللامتناهى...والذى سيزيد فجوة العزلة الافتراضية بينك وبين العالم
انا انصحك ان تنعزل مثلى ...ولاتهتم كثيرا بشأن العالم او بشأن امك
اتسعت عينا الطفل...وحاول ان يفهم ماقاله الاستاذ وائل....الا انه لم يفهم شيئا...اى شئ
لم تمر فترة طويلة حتى قابلة الشيخ (عيسوى)...بلحيته السوداء الكثيفة والتى امتدت حتى صدره،ولما علم انه تائه عن امه...قال له:- الحمد لله ان ساقك القدر لتلقانى يابنى...ستأتى معى لاربيك تربية سليمة، فلا شك ان امك السافرة لم تعلمك دينك كما ينبغى....سأحميك من هذه البلدة الكافر اهلها..
نظر اليه الطفل وقال:- بس انا بحب امى ...نفسى اشوفها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من بعيد اتت الام...تهرول حينما لمحت ابنها من ظهره....كانت الفرحة تملا كل شرايينها...والسعادة جعلتها تجرى كفتاة صغيرة لتحتضن ابنها الوحيد....الذى استدار حينما سمع صوتها ...
همت الام ان تحتضن ابنها ....لكن ملامح الابن كانت قد تغيرت
ملأت التجاعيد وجه الطفل...وترهلت جفونه....وصار كشيخ عجوز بجسد طفل.
الا ان ابتسامة خفيفة...برزت من خلف اطلال التجاعيد...جعلت قلب الام يهفو...فاحتضنت صغيرها...وانطلقا عائدين سويا الى بيتهما...
الى وطنهما
________________
محمد عبد العزيز
21-11-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق