الأحد، 25 نوفمبر 2012

أسطورة الديكتاتور العادل

أسطورة الديكتاتور العادل
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 أى اخوانجى عارف ومتأكد فى قرارة نفسه ان اللى عمله مرسى ديكتاتورية صريحة، بس كالعادة يبرر ويتفلسف ويقولك:- مرسى هيبقى ديكتاتور لمدة شهرين تلاتة بس،وبعدين مرسى هيكون نموذج للديكتاتور العادل..وده طبعا ماينفعش يتقال الا فى قعدة عرب ع المصطبة...على غرار (برقبتى يامعلم)
 -علم الاجتماع بيؤكد ان المجتمعات الزراعية الرعوية التي رُهنت بالتبعية لصاحب الارض وشيخ العشيرة ونمط الاسرة البطريركية اخترعت توصيف "الطاغية العادل" بواسطة ممثليها من الكتبة والمثقفين الدجالين.
 -العالم الشهير (فرويد) ألف كتاب اسمه (الطوطم:the totem )..بيتكلم فيه عن عن الاب القوي القدرة والذي تآمر عليه ابناؤه وقتلوه، ثم عادوا وعبدوه من بعد ان شعروا باحتياجهم الى تلك القوة "لغرض التوازن".
 -كمان (كاليجولا)...اشهر من اشتهر بنشر الرعب والموت ،اصدر مرسوما بتعيين حصانه رئيسا لمجلس الشيوخ ،ساعتها برضو وجد من يقول عنه انه كان عادلا، بل ان عشيقته قالت انه طفل برئ لا حدود لاحلامه.
 - وفي عصور الاقطاع استخدمت الدكتاتورية كتدابير شبه قضائية وظهرت في القرن الرابع الميلادي هياكل ادارية هدفها حل مشاكل مدنية بدون حاجتهم لاستخدام الجنود والعساكر، وكان يتم انتخاب مجلس قنصلي"دكتاتوري" لتسوية الأزمات والخلافات بين السكان والمقاطعات، وكان كل عضو من اعضاء هذه المجالس دكتاتورا بذاته ولم يكن النظام الاقطاعي ولا مؤسساته ديكتاتورية بل هي مهمة محددة لفترة زمنية معينة، وتنتهي صلاحية الدكتاتور بانتهاء المهمة أو عند حل الأزمة.
 - غير انه بمرور الوقت وتغيّر الحكام والاباطرة والصراع بينهم هجرت صفة الدكتاتور والحاجة اليه، لتعود الى الاستخدام بدلالتها الاستبدادية المتوحشة خلال الثورة الفرنسية والصراع الدموي على السلطة وكان "روبيسبير" اول من لصقت به بهذا المعنى السلبى.
 -اشهر من اطلق عليهم لفظ الديكتاتور العادل:- هتلر-سالازار-بول بوت- القذافى...وهم من بسطوا ايديهم على مفاصل الدولة، لتبدو امام العالم انها دول قوية حازمة، بينما يقبع داخلها الاف المشردين والبائسين,ويقمع داخلها حرية الرأى والتعبير.
 -اخيرا:- ، صارت الديكتاتورية عارا في جبين التاريخ. اما لفظ (الديكتاتور العادل) فلا تعدو عن كونها كذبة يسوقها انصار الدكتاتوريات الجديدة.. قيد الانشاء
 _______________________
 محمد عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق