
-اخيرا وجدته
هكذا صاح (حازم ابو اسماعيل) عندما عثر على الجرين كارد الخاص بوالدته بعد عناء دام شهر كامل ...بحث عنه فى كل مكان محتمل وقلب المنزل رأسا على عقب حتى وجده باحد الادراج مندسا وسط اوراق يبدو عليها القدم...
كان عثوره عليه بمثابة طوق النجاة الذى جاء لينتشله من طوفان الاتهامات التى وجهت اليه وكادت تحرمه من حلم طال انتظاره......ان يصبح رئيسا لمصر
عثوره على هذه البطاقة...يعنى الكثير ...ينفى اكتساب والدته الجنسية الامريكية ويعزز من موقفه فى الترشح لرئاسه الجمهورية...ويحقق حلم الدولة الاسلاميه الذى طالما راوده..
عقد العزم على الذهاب فورا الى لجنة الانتخابات الرئاسية ليقدم له دليل صدقه..ويثبت للعالم كله انه على حق..
كانت الدموع تترقرق فى عينيه ,وقلبه يكاد يتوقف من فرط الفرحة ونظر الى السماء نظرة تملؤها الامتنان لرب الارض والسماء...شكر الله كثيرا على نعمته الواسعة وفضله الكبير.
وبينما يرتدى ملابسه استعدادا للخروج...رن هاتفه المحمول ...نظر الى الرقم فوجده رقم اخته السيدة(حنان) المقيمة بامريكا
جاءه صوت اخته هلوعا:- الحقنى ياحازم بنتى (اسماء) اتخطفت
***********
نزل الخبر كصاعقة كهربية على حازم...قال لها فى لهفة:- ازاى ومين وامتى.؟
اجابته والدموع تكاد تخنقها:- النهارده مرجعتش من المدرسة...اتصلوا بيا الخاطفين وقالولى احنا مش عايزين فدية...احنا عاوزين اخوكى حازم..وحذار من الاتصال بالشرطة
حاول حازم يائسا تهدئه اخته بقوله:- طب اهدى دلوقتى وربنا وحده هيحلها
تصارعت الافكار فى رأسه...من يقوم بهذا العمل وماهدفه وماذا يريد منى؟؟ انتزعته رنه هاتفه من افكاره المتصارعة...جاءه صوت غليظ عبر اثير الهاتف:-
ايوه يا شيخ حازم...احنا خطفنا بنت اختك ولو عاوز تشوفها وهى لسه على قيد الحياة ...تسلمنا الجرين كارد بتاع والدتك
رد حازم:-ولكن هذا دليل براءتى الوحيد...وهو الذى سيؤ..
قاطعه الصوت الاجش قائلا:-هذا هو شرطنا ...لاتجادل كثيرا والا انهينا حياة الطفله البريئه...سيأتيك احد رجالنا تسلمه الكارد..وبعدها بساعة واحده ستسمع صوت الفتاه وهى فى منزل اهلها..
انهى الرجل المكالمة...وترك حازم لعواصف الحزن والالم والتعجب...كان عقله يحاول ان يستوعب الموقف ولكن قلبه كان قد تركه وسافر الى حيث توجد بنت اخته...
-معنى هذا اننى لن استطيع ان اثبت صدقى للعالم اجمع...هكذا خاطب نفسه ثم اردف:-وماذا افعل فى انصارى المنتظرين بتلهف وصولى للجنه الرئاسية؟؟
لو نبس فمى ببنت شفة سيكون مصير الفتاة هو القتل...القتل وحده
*************
انطلق حازم صوب اللجنة الرئاسية بدا على وجهه علامات التوتر والارهاق...علامات انزعج لها انصاره الا انه بدأ يرسم ابتسامة خفيفه عله يشعرهم بالامان...
بادره مدير حملته الانتخابية بقوله:- الم تعثر ياشيخنا على الجرين كارد؟؟
هز رأسه نفيا وقال:- للاسف ..ساحاول ان اطعن فى مستندات الخارجية...فهى بالتاكيد مزورة...
بلغ الصراع اوجه داخل نفس حازم...فداخل جيبه تقبع ورقه تحسم هذا الموضوع تماما...وفى امريكا فتاه بريئه لاذنب لها سوى انها بنت اخت(حازم صلاح ابو اسماعيل)
طالعته ابتسامات اعضاء اللجنه الصفراء..واعينهم المليئة بالشماتة والتحدى...اطلع على اوراق الخارجية...واصر على انها مزورة
خاطبه احد اعضاء اللجنة:- ياشيخ حازم الاوراق سليمة...وانت لم تقدم لنا من طرفك مايثبت صحه موقفك..
تصبب العرق من وجهه...وتسارعت دقات قلبه...تحسس البطاقة القابعة فى جيبه ..الا ان يده كمن مسه التيار الكهربائى تراجعت بسرعه وحدة...
خرج حازم من مقر اللجنة شاحب الوجه عاقد الحاجبين....انتظر انصاره ان يطمئنهم ...فلم تخرج منه سوى جملة:-حسبى الله ونعم الوكيل
**************
فى المساء اتى رجل يرتدى زى عمال الغاز الطبيعى...طلب مقابلة حازم صلاح..
انفرد به جانبا واخبره انه مرسل من قبل الخاطفين وانه يريد الجرين كارد فورا...
اخرج حازم الجرين كارد من جيبه واعطاه للرجل الذى اخبره ان الفتاة الان فى طريقها لبيت والديها..وبعد ساعة سيستطيع سماع صوتها..
********
مرت ساعة ولم يرن هاتفه...حاول ان يقنع نفسه بالانتظار قليلا لعل المانع خير...مرت نصف ساعة اخرى دون ان يرن الهاتف مما جعل القلق يستبد به...
امتدت يده لهاتفه ...ثم اتصل برقم اخته التى بادرته بقولها:-
ازيك ياحازم ,,انت مبتتصلش بينا من زمان ليه ...ربنا يكون فى عونك مشاغلك كتير انا عارفه..
قال حازم:- البنت رجعت ياحنان؟
ردت عليه قائلة:-بنت مين اللى رجعت؟؟قصدك اسماء؟ هى اصلا تعبانه وماراحتش المدرسة النهاردة
*********
لم يكن يعلم ان هذه عمليه مخابراتيه على اعلى مستوى
الاتصال الاول الذى تلقاه ...لم يكن من اخته...بل تم تركيب الصوت فى احدث معامل الصوتيات بحيث يبدو و كأنه طبق الاصل
سلم حازم بيده ورقه تحمل مستقبله
وضاع حلمه الى الابد.
حلم الرئاسة
************
محمد عبد العزيز
19-4-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق